الجمعية تصدر بلاغا حول وضعية المهاجرين/ات واللاجئين/ات

26/01/2023 18:33

عام

مستجدات الجمعية

الجمعية تصدر بلاغا حول وضعية المهاجرين/ات واللاجئين/ات
الجمعية تصدر بلاغا حول وضعية المهاجرين/ات واللاجئين/ات


    يتابع المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بقلق وانشغال بالغين، ما يعانيه المهاجرون/ات بالمغرب، خاصة الأفارقة من جنوب الصحراء سواء النظاميون/ات أو غير النظاميين/ات اللاجئين/ات وطالبي/ات اللجوء، من قساوة ظروف عيشهم/ن وشعورهم/ن الدائم بعدم الاستقرار والخوف والإحساس بالدونية، حيث لم ترق السياسات العمومية والاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، إلى أن تكون سياسات حقيقية للهجرة ترتكز على المقاربة الإنسانية والحقوقية، تهدف إلى إدماج فعلي ناجع للمهاجرين/ات واللاجئين/ات بالمغرب، وإلى تدبير تدفق المهاجرين/ات وفق مقاربة إنسانية تتوافق مع الالتزامات الدولية للمغرب، وتحترم حقوق المهاجرين، حيث أن الممارسات والتدابير المتخذة من طرف السلطات، تنتهك باستمرار حقوق المهاجرين/ات واللاجئين/ات وطالبي/ات اللجوء المكفولة في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي صدق عليها المغرب، وعلى رأسها اتفاقية جنيف لسنة 1951 المتعلقة بوضعية اللاجئين والاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم لسنة 1990 .
وقد وقفت الجمعية مؤخرا على العديد من الانتهاكات والخروقات سواء من خلال بعض فروعها أومن خلال متابعة مسؤوليها على المستوى المركزي لوضعية المهاجرين/ات واللاجئين/ات في بلادنا، ندرج، فيما يلي، بعض النماذج منها في هذا البلاغ:
  - انتهاك الحق في الحياة :
    العثور على خمسة جثث مرة واحدة لأفارقة من جنوب الصحراء يوم 15 دجنبر 2022، والعثور على جثة أخرى في اليوم الموالي بمنطقة رأس العصفور، قريبا من الشريط الحدودي مع الجزائر بإقليم جرادة، حيث تم نقل هذه الجثث ودفنها بمقبرة مدينة جرادة بعد أن تم تشريح الجثث بمدينة وجدة حسب ما تم إبلاغنا به بعد اتصالات مباشرة مع عدة جهات رسمية، سواء بمنطقة رأس العصفور وبمدن تويست، جرادة ووجدة. ولازال فرع الجمعية بوجدة، لحدود صدور هذا البلاغ، ينتظر تسليمه نسخة من محاضر التشريح والبحث، من طرف النيابة العامة بوجدة كما وعدها بذلك أحد نواب الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالمدينة.
-عدم احترام و حماية حقوق المهاجرين:
  - خلق وضعية هشة ومزرية، تعطي صورة مقززة للمهاجرين/ات الأفارقة من جنوب الصحراء قرب المحطة الطرقية أولاد زيان بالدار البيضاء، بعد مواصلة السلطات الترحيلات القسرية المهاجرين/ات من المناطق الحدودية بالشمال، نحو المدن الداخلية والجنوبية بما في ذلك مدينة الدار البيضاء، في خرق سافر للحق في التنقل، المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ودون توفير أدنى الشروط لاستقبالهم/ن، مما أدى إلى خلق تجمعات لهم قرب المحطة الطرقية لأولاد زيان إلى جانب باقي مهمشي المدينة من المواطنين/ات المغاربة، وتقوم السلطات بين الفينة والأخرى بحملات عشوائية وعنيفة من أجل إفراغهم/ات من الخيم البلاستيكية التي يحتمون بها من البرد القارس، وتصادر ممتلكاتهم/ن البسيطة كما تم تأكيده في الشهادات التي أدلى بها بعض المهاجرين/ات لأعضاء من الجمعية.
إن ارتفاع عدد المهاجرين/ات بهذه المنطقة، يعود بالأساس إلى ما يتعرضون له من ترحيلات قسرية من مناطق أخرى من جهة، ومن جهة أخرى إلى عدم حماية الدولة لحقوقهم/ن، خاصة وأن العديد منهم/ن يعتبرون من طالبي/ات اللجوء، نظرا لفرارهم/ن من بلدانهم/ن الأصلية بسبب الحروب والنزاعات أو الاضطهاد، ومع ذلك لم تتوفر لهم/ن وسائل لوضع طلبات لجوئهم/ن، بسب غياب نظام عام للجوء بالمغرب وغياب قانون للجوء يحمي حقوقهم/ن المنصوص عليها في المواثيق الدولية وعلى رأسها اتفاقية جنيف للاجئين/ات، المصدق عليها من طرف الدولة المغربية.
كما أن انعدام فرص الشغل وشح الموارد المالية التي يتوفرون عليها، يجعل من إمكانية حصولهم/ن على سكن لائق أمرا مستحيلا. يضاف إلى ذلك ما يعانون منه من تمييز بسبب لون بشرتهم/ن وبسبب جنسياتهم/ن، حيث يمنعون من الاستحمام بالحمامات العمومية. كما أن منطقة تواجدهم/ن تفتقر لكل المرافق الضرورية للعيش الكريم بما فيها المرافق الصحية، حيث يقضون حاجاتهم/ن الطبيعية في ظروف غير طبيعية كما عاين ذلك أعضاء الجمعية.
إن المكتب المركزي يعتبر أن تدخل السلطات كان يجب أن يكون في اتجاه أنسنة ظروف عيش هؤلاء المهاجرين/ات الذين أجبرتهم/ن الظروف على اتخاذ بلدنا منطقة عبور نحو أوربا قبل أن يصبحوا عالقين/ات به. حيث أفرزت هذه الوضعية المزرية بعض التوترات مع ساكنة محيط أولاد زيان، وهو ما استغلته السلطات من أجل تسويق صورة تمييزية واحتقارية وعدائية اتجاه المهاجرين/ات الأفارقة من جنوب الصحراء، خاصة عبر الإعلام المسخر، بالرغم من أن تصريحات الساكنة (كما استقاها أعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ميدانيا)، لم تتجاوز حد مطالبتها بإيجاد حل لوضعية هؤلاء المهاجرين/ات وإبعادهم/ن عن فضاء محطة أولاد زيان غير الملائم لإيوائهم/ن من حيث الشروط الصحية والإنسانية.
- إقدام السلطات على اعتقالات وترحيلات جماعية (حوالي 30 مهاجرا ومهاجرة أغلبهم سودانيين/ات)، ليلة الإثنين 16 يناير2023، من مدينة الناظور نحو الحدود المغربية الجزائرية في اتجاه تويست بإقليم مدينة جرادة، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على وضعهم/ن الصحي الذي قد يصل إلى حد مصادرة حقهم/ن المقدس في الحياة في بعض الأحيان، بسبب الجوع والأمراض والبرد وصعوبة التضاريس.
-الحق في اللجوء:
استمرت وتعالت احتجاجات اللاجئين/ات وطالبي/ات اللجوء الوافدين/ات على بناية المفوضية السامية للاجئين/ات بالرباط، تعبيرا منهم/ن عن استياء كبير من ضعف فعالية تدبير المفوضية، فتحديد المواعيد تسوده فوضى عارمة، حيث تحدد مواعيد بعيدة المدى تصل إلى ثلاثة أو أربعة أشهر لطالبي/ات اللجوء قابلة لأن تؤجل أكثر من مرة. كما أن أسلوب تعامل موظفي المفوضية غالبا ما يكون غير لائق مع طالبي/ات اللجوء عموما عند استقبالهم/ن. ويعاني كل من السودانيين/ات والتشاديين/ات، بشكل خاص، من التمييز والإقصاء والتجاهل والممارسات العنصرية اتجاههم/ن داخل المفوضية، حسب الشهادات التي استقاها بعض أعضاء الجمعية (أثناء معاينتهم/ن ميدانيا لما يجري قرب مقر المفوضية العليا للاجئين)، أمام تنصل الدولة المغربية من مسؤوليتها في استقبال ومعالجة ملفات طالبي/ات اللجوء وحماية حقوقهم/ن المكفولة في اتفاقية جنيف التي صدقت عليها الدولة المغربية منذ 7نونبر1957.
   
إن المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إذ يصدر هذا البلاغ إلى الرأي العام، فإنه يجدد مطالبة الجمعية للدولة المغربية بضرورة احترام حقوق المهاجرين/ات واللاجئين/ات وطالبي/ات اللجوء، واحترام التزاماتها الدولية المنصوص عليها في العديد من الاتفاقيات ذات الصلة بحقوق المهاجرين/ات اللاجئين/ات وطالبي/ات اللجوء وترجمة الشعارات حول تفرد الدولة في تدبير ملف حقوق المهاجرين/ات واللاجئين/ات في المنطقة، إلى سياسات وممارسات ملموسة على أرض الواقع.
المكتب المركزي
بتاريخ 26 يناير 2023

المزيد حول عام عودة